الحسن الثاني لم يكن ديمقراطيا لكنه كان يعرف قيمة الحرية

لم أر في حياتي شخصية تترك انطباعات مختلفة حد التناقض لدى الناس، مثل الملك الراحل الحسن الثاني، إذ كان بمقدوره أن يكون محبوبا ويحظى بالكثير من الإعجاب والتقدير، وفي الوقت نفسه كان بمستطاعه أن يكون قاسيا وشديد الصرامة إلى حد إثارة الخوف الشديد لدى المحيطين به .
هذا راجع في تقديري إلى طبيعة شخصيته من جهة، والى التجربة والتربية التي تلقاها في مرحلة دقيقة من تاريخ المغرب، حكم الحسن الثاني مر بعدة مراحل، في بدايته كان حاكما يبحث عن الاعتراف العادي والبسيط، و أصبح عنيدا عندما لم يعط هذا الاعتراف من قبل الشركاء الآخرين. وكان هاجسه في ذلك سيرة والده والهيبة المعنوية التي كان يتمتع بها محمد الخامس، لكن بعد المسيرة الخضراء وبعد توطيد دعائم ملكه خرج من القبضة العاطفية والنفسية لوالده، فأصبح نمط حكمه عند عدد من الدارسين يتراوح بين الاستبداد الشرقي والحكم المطلق الذي يميل أكثر إلى القيصر الروماني منه إلى الملك الأوربي… أتساءل هل كنا سنعيش هذه المرحلة لو أعطي الملك حق الاعتراف به كملك للبلاد وتجنب التشكيك في شرعيته وكفاءته وصلاحياته. ثم تميزت الفترة الأخيرة من حكمه بمحاولات حثيثة لإرجاع القاطرة إلى سكتها الطبيعية ومع هذه التقلبات كان محيطه العائلي يعاني من تداعياتها.

Share