تجربة الانتقال من الحرب الباردة إلى ″التحررية″ الديمقراطية والاقتصادية رأسمالية العراب … أو روسيا المتخبطة في تحولاتها

في مرحلة مبكرة من عملية التحول في روسيا، كتبت صحافية أميركية بأسلوب ينم عن إعجاب إلى حد ما، كيف ان رأسمالية «العراب» وهي تمر في مرحلة تطور في الاتحاد السوفياتي السابق، قامت في أساسها على سرقة ممتلكات الدولة. ومن المواقف التي شاهدتها الصحافية الأميركية روبن ترودي من صحيفة «فيلادلفيا انكويرر» أن الرأسماليين الناشئين يبدأون باستنزاف المؤسسات المملوكة للدولة… وذلك بتحويل أجزاء من مؤسسات الدولة ومصانعها إلى «مؤسسات خاصة» صغيرة، وأحيانا إلى مشروعات مشتركة مع الأجانب، ومن ثم «الاستيلاء على أرباحها». اما اقرب مثال للصحافية الأميركية فكان مترجمها الخاص، الذي اشترى شحنات كاملة من الكتب هن مدير مكتبة مملوكة للدولة مقابل ضعف أثمانها المحددة عليها، ليبيعها لاحقا في الشوارع من خلال فريق من المتعاونين معه مقابل أضعاف ما دفعه هو في الأصل، معطيا كل من تعاون معه مبلغا سخيا. وفي هذا السياق يقول احد التجار صغار السن بصراحة: «إننا نقرأ كل القصص الاميركبة، مثل «العراب The Godfather»، فهذه هي المرحلة الأولى من الرأسمالية ولا يمكن تفاديها.» وقد عبرت الصحافية في نهاية الأمر عن ازدواجية بعيدة المدى حين قالت ان «السرقة من الدولة اما ان تيسر المرحلة الانتقالية نحو نظام جديد، أو تعجل في الفوضى وحسب. وان مستقبل الرأسمالية الروسية معلق عند الحد الفاصل بين الأمرين» .

Share