سبتمبر 11: عهد جديد بمسؤوليات جديدة

لقد شكل الحادي عشر من سبتمبر الجاري، دون أدنى شك، بداية عهد جديد بالنسبة للولايات المتحدة والدول العربية على حد سواء. ورغم أن هوية منفذي الاعتداء ما تزال تحوم حولها الشبهات، إلا أنهم في الأغلب حسبما يظهر يشملون أشخاصا ينتمون إلى شبكة إسلامية تمتد عبر العالم، الأمر الذي تترتب عليه عواقب جسيمة، سواء كان أسامة بن لادن، تلك الشخصية شبه الأسطورية، هو المتزعم لهذه الشبكة أو كان على رأسها شخص آخر أو كان لدولة عربية دخل ما، ومهما كانت تركيبة هذه الشبكة، فإن أفعالها تستوجب علينا أن نفحص بتمعن النتائج المتوقعة لهذه الاعتداءات علينا وعلى العالم .
دعوني في البداية أعبر عن قناعتي بأن هذه الاعتداءات بغيضة جدا ويتوجب على الجميع التنديد بها. دعوني أيضا أقرر بأنها تستمد وقودها من مشاعر الغضب والامتهان التي تسود العالمين العربي والإسلامي تجاه النظام الدولي الذي لا يعيرنا أدنى اهتمام إلا إذا ما تعلق الأمر بالنفط. فنحن الذين نقتل ونشرد منذ عقود ولا من سمع ولا من درى طالما تناسب ذلك مع مصالح القوى الكبرى. ولكن علينا رغم ذلك أن نقيم ما يمكن أن ينجم عن هذا الاعتداء غير المسبوق من عواقب وخيمة على المستوى الكوني. إذ أننا إذا ما رغبنا في تجنب حدوث كارثة أكبر، فإن علينا تحليل ما جرى بدقة.

Share