فضاءات التراضي

سرتني نقاشاتكم حول الحداثة، فقد ساهمتهم بها في نقاش حيوي جدا، إلا أن من الناس، مثلما يحدث غالبا في المغرب من يعتقدون، وهم يدلون بآرائهم حول قضية من القضايا، وكأن لا أحد قبلهم تناول تلك القضايا بعينها. وان صادف واستشهدوا بمن قبلهم فهم يفعلون ذلك في عجالة وبدون ترو.
وأنا أود (بادئ ذي بدء) أن أوضح الفرق بين فكرة ”ميكرو- قطيعة“ وبين ”مفهوم فضاءات التراضي“ الذي أقول به. وقد خلطت الافتتاحية المشار إليها بينهما: إن مفهوم ”فضاءات التراضي“ لا يحد لا من عمق النقاش ولا من الحرية التي ينبغي أن تضمن نجاح ذلك النقاش مثلما لا يحد من رقعة الإصلاحات التي ينبغي مباشرتها. أخيرا إن مفهوم ”فضاءات – التراضي“ كما عرفته في إحدى محاضراتي ب”IFRI“ (المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية) التي عالجت فيها الوضع العربي – الإسلامي في مجموعته، لا ينفصل (في جوهره. م) عن الطابع العمومي والديمقراطي للنقاش. وأنا استغرب من كون افتتاحيتكم اختزلت اقتراحي في تلك التوافقات المألوفة بمقاديرها وتنميقاتها التي عودتنا عليها للأسف السياسات السياسوية.

Share