هناك تفكير بتحويل السعودية ممولا جديدا في حرب أمريكية لمواجهة إيران وإنتاج جيش جهادي سلفي جديد أمريكا التي هزمت في العراق.. صدرت إلى العالم العربي فكرة «نحر » الدول وإعادة إنتاج الدول الفاشلة بدلا من إصلاحها.
Saturday, February 3, 2007
في البداية أود أن أشكر الذين ساهموا في تنفيذ هذه المحاضرة. لقد تشرفت بالدعوة لإلقاء محاضرة مجلس أمناء جامعة كاليفورنيا، هذا الصرح العلمي الذي حاز سمعة دولية، وأنا سعيد للمشاركة في هذا الجو العلمي الممتاز، حتى وان كان لفترة قصيرة. في حديثي سأحاول تقديم فهم لما يشعر ويفكر به أبناء منطقتنا تجاه الأحداث الدرامية التي يمرون بها.
بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، انجذب الكثير من صانعي السياسات الأمريكية لفكرة، استعادها أحد المسؤولين الأمريكيين والتي تقول أن « هناك إمكانية لاستخدام القوى الإسلامية ضد الاتحاد السوفييتي، فقد كانت هناك نظرية تتحدث عن وجود قوس أزمة وقوس إسلامي يمكن تحريكه لاحتواء السوفييت، وكان هذا مفهوم برجينسكي »1، فبعد كل هذا، تم استخدام القوى الإسلامية المحافظة لتهميش وهزيمة الأحزاب العلمانية الوطنية واليسارية بدءا من إيران عام 1954، وربما كان الأصوليون الإيرانيون حافزا للإحياء الإسلامي «قلب» الاتحاد السوفييتي.
وبناء عليه فقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتبني واستكشاف سياسات في الشرق الأوسط ووسط آسيا، كانت أحيانا متناقضة. وفي الوقت الذي كانت فيه أمريكا تعطي أولوية لأهدافها الرئيسية، الانتصار في الحرب الباردة ودعم إسرائيل، تم توجيه السياسة الأمريكية اتجاه الأصولية الإسلامية وحتى اتجاه أي أوضاع عارضتها ودعمتها. وقد حبذت الولايات المتحدة دعم العراق خلال الحرب العراقية – الإيرانية من جهة، ولكنها مالت نحو دعم شحنات الأسلحة الإسرائيلية لإيران من جهة أخرى. فقد كان مؤيدو إسرائيل من «المحافظين الجدد» هم الذين دفعوا في اتجاه التحول نحو إيران في تلك الفترة. فقد كان الإنجاز الكبير للسياسة الأمريكية هذه هو تحالفها مع المملكة العربية السعودية و باكستان لإنشاء جيش جهاد عالمي لقتال الاتحاد السوفييتي في أفغانستان. وقد أصبح مفهوم بريجينسكي هذا حرب «جورج كيسي» (قائد القوات الأمريكية والمتحالفة معها في العراق).