العالم بحاجة لقيادة واعية تستطيع التفريق بين ألوان الطيف الإسلامي ولا تحول كل منافس إلى عدو قاتل أمريكا تخلت عن دعم صديقها السنيورة في حرب تموز لصالح حليفها الاستراتيجي إسرائيل.

دفعت الولايات المتحدة ثمنا باهظا جراء الدور الذي لعبته في هذه الحرب. وكان منظر رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة وهو يبكي مناشدا الولايات المتحدة التدخل ومنع إسرائيل من تدمير بلده، والرد البارد الذي تلقاه من أمريكا، يمكن أن يكون نقطة تحول في علاقات أمريكا مع العالم العربي، موجهة ضربة للادعاء الأمريكي عن الوسيط العادل. حركة الرابع عشر من آذار (مارس) التي انطلقت من خلال دعم أمريكي ل«ثورة الأرز»، وتم الترحيب بها باعتبارها الإصلاح الديمقراطي الذي أملت من خلاله أمريكا تعزيزه في العالم العربي. كان السنيورة صديقا لأمريكا كأي رئيس وزراء لبناني قبله، ولكن في وجه الرغبة الإسرائيلية لتلقين لبنان درسا، فلن يحصل السنيورة على الدعم الأمريكي.

بكلمات أخرى، أدارت الولايات المتحدة ظهرها لزعيم صديق يمثل ديمقراطية هشة – دولة لم تكن تمثل تهديدا لأمريكا أو إسرائيل، من اجل دعم الهجوم الإسرائيلي الشامل. ولم يصدر عن أمريكا أو أي سياسي بارز أي انتقاد للعدوان الإسرائيلي. كما حجبت أي محاولة لوقف إطلاق النار، وسارعت إلى تزويد إسرائيل بشحنات أسلحة جديدة أثناء الحملة. كان عميقا الانخراط الأمريكي لدرجة أنها سمحت للإسرائيليين كي يستخدموا مخزون الأسلحة الأمريكية والمعدات التي خزنتها في إسرائيل – على افتراض قيام القوات الأمريكية باستخدامها في حالة الطوارئ – في هجماتهم على لبنان. كما ضاعفت أمريكا من المخزون الطارئ، على أن تقوم إسرائيل باستخدامه في هجمات يرغبون بإطلاقها في المستقبل، كما قدمت أمريكا لإسرائيل مساعدة إضافية ( 4.5 مليار دولار( كضمانات لمساعدة إسرائيل دفع مستحقات حرب الصيف الماضي1.

Share