تشوش واضطراب من البحر الأبيض المتوسط إلى شبه القارة الهندية

بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، انجذب الكثير من صانعي السياسات الأمريكية لفكرة، استعادها أحد المسؤولين الأمريكيين والتي تقول أن هناك إمكانية لاستخدام القوى الإسلامية ضد الاتحاد السوفييتي، فقد كانت هناك نظرية تتحدث عن وجود قوس أزمة، وقوس إسلامي يمكن تحريكه لاحتواء السوفييت، وكان هذا مفهوم بريجينسكي 1، فبعد كل هذا، تم استخدام القوى الإسلامية المحافظة لتهميش وهزيمة الأحزاب العلمانية الوطنية واليسارية، بدءا من إيران عام 1954، وربما كان الأصوليون الإيرانيون حافزا للإحياء الإسلامي قلب الاتحاد السوفييتي.

وبناء عليه فقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتبني واستكشاف سياسات في الشرق الأوسط ووسط آسيا، كانت أحيانا متناقضة. وفي الوقت الذي كانت فيه أمريكا تعطي أولوية لأهدافها الرئيسية، الانتصار في الحرب الباردة ودعم إسرائيل، تم توجيه السياسة الأمريكية اتجاه الأصولية الإسلامية، وحتى اتجاه أي أوضاع عارضتها ودعمتها. وقد حبذت الولايات المتحدة دعم العراق خلال الحرب العراقية – الإيرانية من جهة، ولكنها مالت نحو دعم شحنات الأسلحة الإسرائيلية لإيران من جهة أخرى. فقد كان مؤيدو إسرائيل من المحافظين الجدد هم الذين دفعوا في اتجاه التحول نحو إيران في تلك الفترة. فقد كان الإنجاز الكبير للسياسة الأمريكية هذه هو تحالفها مع المملكة العربية السعودية وباكستان لإنشاء جيش جهاد عالمي لقتال الاتحاد السوفييتي في أفغانستان. وقد أصبح مفهوم بريجينسكي هذا حرب جورج كيسي (قائد القوات الأمريكية والمتحالفة معها في العراق).

Share