رهبتني في طفولتي أحداث الصخيرات، وهلعت في شبابي لرد فعل جائر اسمه تازمامارت

فلقد تأثرت بكلمات الإهداء الكريمة و شرفني ما كتبته لي في كتابك ” تازمامارت الزنزانة رقم 10″. الكتاب بحد ذاته هبة قيمة و غير متوقعة. أما كلمات الإهداء فقد فاجأتني بما حملته من تقدير – لعلك أسرفت فيه – لبعض القيم التي حاولت الدفاع عنها والسير بها في حياتي وأعمالي داخل بلدنا وخارجه. آمل أن أستحق في يوم من الأيام، وعن جدارة، ما كرمتني به من مديح.

لا حاجة لي، بالطبع، للتأكيد على الصدى والأثر الذي تركته محنتك التي عشتها في أشنع معتقلات بلدنا وأكثرها عارا لدى قرائك: فالمغرب كله يشهد لك على ذلك. إن النجاح الذي سجله كتابك لا يرجع إلى طبيعة الظروف المروعة والشروط الرهيبة التي وصفتها فحسب، بل يرجع أيضا إلى براعتك في الإبلاغ عن الآثار التي تخلفها هذه في النفس والشعور الإنساني. يتوجب تهنئتك على شجاعتك وكذلك تهنئتك على إرادتك ليس فقط من أجل الحياة والبقاء بل كذلك من أجل الازدهار كانسان. وإنني أحييك على موهبتك وقدرتك على تحويل هذه الإرادة إلى كتابة يمكن أن يكون لها الوقع الكبير والأثر الشديد في نفوس الكثير من القراء و بالتالي، ومن خلالهم، الأثر على مسار بلدنا نفسه ومنحاه. ولعل أعجب ما في ذلك وأبلغ ما يحمد ويمدح هو خروجك من هذه المحنة دون أي ضغينة حرا من أي حقد، بل على العكس من ذلك، كونك قد نفذت بكل شعور للصفح والمغفرة تاركا الحكم في ذمة التاريخ.

Share