لقد كنت دائما منهمكا في خدمة بلادي

بعد قراءتي لمقالكم تحت عنوان «محمد السادس وعبد الله الثاني: أقدار متوازية (قدران متوازيان)» والذي نشر تحت إمضاء فرانسوا سودان (جون أفريك، انتليجان العدد 14 إلى 20 مارس)، أود التعليق على بعض التعابير التي بدت لي لا تعكس الواقع عن حالي أو حال بلدي، كما وردت في المقال.

ويتوجب علي، بادئ ذي بدء، التأكيد على أن مواقفي، سواء السالفة أو الحالية، ليست نتيجة أو رد فعل لمناورات قصر. فكوني لا أنتمي إلى أي فريق أو إلى أي تشكيل تحت إمرة عاهلنا الجديد، ينفي عني بالتالي صفة ال «قطيعة» لقد كنت دائما منهمكا في خدمة بلدي منفتحا تجاه أي مبادرة من شانها أن تقوده إلى التقدم.

وبالتالي فإنني أجد مقارنتكم مع الأردن مدهشة على أقل تقدير، كما أجد نعتكم لمواقفي بال «مناوءة »» غاية في التبسيط. فمواقفي إذ تتعلق بالمسار الذي ينبغي تبنيه لضمان مستقبل المجتمعات العربية و مستقبل المجتمع المغربي، هي مواقف معروفة منذ سنوات، بل لقد أضحى اليوم هذا المسار مناقشة أساسية مطروحة على الساحة العمومية.

إن هدفي، مع الأخذ بعين الاعتبار المرحلة الحرجة (الحساسة) التي يعبرها المغرب، يقوم على العمل من أجل تنمية وتطوير مجتمع تعددي، متحرر اقتصاديا ومتحفز، مجتمع يتيح الفرص للشباب وللشرائح الأقل نصيبا.

وعلى ضوء هذا الهدف، فإنني أصبو للعمل ضمن إطار مغرب هانئ قوي متحد، سواء على صعيد القمة أو على مستوى القاعدة.

إنه التزام ثابت وعملي، بموجب ظروف بلدي الخاصة والصعبة، وتجربته التاريخية والإنسانية الفريدة. وبهذا الخصوص، فإن الاستنتاجات والدروس المستلهمة من تجارب أخرى وإن كان بمقدورها أن تكون عبرة مهمة، إلا أنه لايمكن استنساخها دون خطورة بشكل تلقائي.

Share